نفى شيخ قبيلة العكيدات في سوريا، إبراهيم الهفل، وجود مفاوضات مع التحالف الدولي، لإنهاء الاشتباكات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث لا تزال المعارك مستمرة على أطراف بلدة ذيبان شرقي دير الزور.
وتداولت شبكات إخبارية وناشطون محليون، منتصف ليل الثلاثاء، تسجيلاً صوتياً للشيخ الهفل، حثَّ فيه مقاتلي العشائر على الاستمرار في القتال، نافياً وجود مفاوضات مع التحالف قائلاً: "كل ما تداوله الإعلام عن وجود تفاوض بيننا وبين التحالف الدولي هو عار عن الصحة، وإذا كان هنالك تفاوض بجدّية سنعلمكم برسالة صوتية".
وشكر الشيخ الهفل مقاتلي العشائر على صمودهم في القتال، وحثهم على المثابرة في المعارك لطرد "قسد" من المنطقة.
توجيه دعوة إلى الشيخ الهفل للتفاوض و"قسد" تتهرب
وكان مصدر مطلع أفاد لموقع "تلفزيون سوريا"، مساء أمس الثلاثاء، بأن "التحالف الدولي" دعا مقاتلي الشيخ إبراهيم الهفل ومقاتلي العشائر لإرسال وفد يمثلهم للتفاوض مع "قسد" إلى حقل العمر شرقي دير الزور، ومنحهم 24 ساعة للاستجابة للدعوة.
وأوضح المصدر أن "التحالف الدولي" يسعى للوصول إلى تفاهمات بين "قسد" ومقاتلي العشائر خشية سقوط خسائر كبيرة في أرواح الطرفين، في حال استمرار العمليات العسكرية، ما قد يؤدي إلى اتساع التوتر لمناطق جديدة، واستفادة النظام والميليشيات الإيرانية لحالة الفوضى في مناطق شرقي الفرات.
ووفق المصدر، تعمد "قسد" إلى المماطلة وتأجيل عملية التفاوض لغاية تحقيقها مكاسب ميدانية جديدة على حساب مقاتلي العشائر في بلدة ذيبان، لتفرض كامل شروطها على الشيخ الهفل خلال عملية التفاوض.
وأشار المصدر إلى أن "قسد تريد دفع الشيخ إبراهيم الهفل ومقاتلي العشائر وعوائلهم للنزوح إلى مناطق سيطرة النظام، لتأكيد ادعاءاتها السابقة، وذلك عبر فرض حصار على بلدة ذيبان".
معارك على أطراف بلدة ذيبان
وتجددت الاشتباكات بين مقاتلي العشائر "قسد"، فجر الأربعاء، على أطراف بلدة ذيبان، معقل الشيخ إبراهيم الهفل.
وفشلت "قسد" للمرة الثالثة باقتحام بلدة ذيبان التي تحاصرها من جميع الجهات، حيث تواجه صعوبة في التقدم في البلدة، بسبب الكمائن التي نصبها لها مقاتلو العشائر.
مقتل 54 مدنياً خلال الاشتباكات
ومساء أمس الثلاثاء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن ما لا يقل عن 54 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في الاشتباكات الدائرة في محافظة دير الزور، منذ 27 آب الماضي، بين "قسد" وقوات العشائر.
ووفقاً للمكتب، فإن العاملين في المجال الإنساني وشركاء الأمم المتحدة أكدوا تضرر البنى التحتية العامة الحيوية بصورة بالغة في مناطق الاشتباك، بما في ذلك مستشفيان وثلاث منشآت لمعالجة المياه.